النبي بعين ماركسية: «مونتغمري وات» يعيد قراءة تاريخ الإسلام
ظهرت الصورة الأولى للنبي محمد، وتشكَّلت في المخيلة والثقافة الجمعية الغربية، متأثرةً بمصدرين متحاملين على الإسلام: حَوْلِيات المؤرخين البيزنطيين الذين عاصروا البدايات الأولى للدين الإسلامي وتوسعه العسكري في منطقة الشرق الأدنى من ناحية، والمعلومات التي تبادلها المحاربون والتجار والمثقفون الصليبيون مع نظرائهم من المسلمين في بلاد الشام إبان عصر الحروب الصليبية على المشرق الإسلامي من ناحية أخرى.
لم يكن غريبًا والحال كذلك أن تظهر اعتقادات واضحة العداء لنبي الإسلام، إذ وصفه بعض مؤرخي العصور الوسطى بأنه «قائد بدوي عربي، يتمتع بأبشع صفات البداوة البربرية، من غزو واستيلاء على أراضي غيره، واستحلالها باسم آلهة خرافية. وما ادعاؤه النبوة إلا لتبرير سطوته وإشباع نزواته النفسانية والجنسانية، وفي أحسن حالاته ما هو إلا مهرطق ارتد عن المسيحية بعد أن استفاد منها واستنفدها، ليؤسس دينًا اسمه الإسلام».
استمرت هذه الرؤية في السيطرة على المخيال الغربي حتى بدايات النصف الثاني من القرن التاسع عشر. لكن بدأ يطولها بعض التغيير مع التطور الهائل الذي مرت به الدراسات الاستشراقية في أوروبا وأمريكا، ما نتج عنه ظهور بعض المحاولات لإعادة تأريخ حياة الرسول، وفق قواعد ومناهج علمية أكاديمية جديدة.
من هذه المحاولات أعمال المستشرق البريطاني «مونتغمري وات»، الذي تعرَّض بالنقد والتحليل والدراسة لسيرة الرسول، ولبدايات الدعوة الإسلامية، سواء في مكة أو بعد الهجرة للمدينة.
حاول وات أن يتجنب التحامل الذي ورثه الاستشراق عن العصور الوسطى، ويتجنب في الآن نفسه التقديس الذي يحول عائقًا دون التفسير التاريخي العلمي. ويعرض هيثم مزاحم، في كتابه «مونتغمري وات والدراسات الإسلامية»، الأفكار الأساسية للمستشرق ويتناولها عرضًا وتحليلًا ونقدًا.
المنهج: النصوص الإسلامية كوثائق تاريخية
يؤكد مزاحم أن المنطلق الرئيسي الذي ابتدأت منه دراسات المستشرق البريطاني مونتغومري وات حول السيرة النبوية كانت دراسة العوامل المادية، سواء كانت تلك الاقتصادية منها أو الاجتماعية، مع الحرص على عدم إهمال العوامل والمؤثرات الفكرية والدينية في الوقت نفسه.
اعتمد وات في دراسته السيرة النبوية على مصادر متعددة، إسلامية وغير إسلامية، منها بالطبع القرآن وكتب الحديث والتاريخ الإسلامي، إضافةً إلى بعض كتابات المستشرقين، منهم أستاذه «ريتشارد بيل»، والمستشرق الألماني «تيودور نولدكه» في كتابه «تاريخ القرآن».
قسَّم وات مصادره التاريخية إلى مجموعات مختلفة الأهمية والمكانة. فمثلًا نجده يضع في مقدمة مصادره كتابات ابن إسحاق وابن هشام في سيرتيهما، وكتابات الواقدي وعروة بن الزبير، وتاريخ الطبري، ثم يرجع إلى صحيحي البخاري ومسلم ومُسند أحمد بن حنبل، ويولي اهتمامًا أقل بكتب التراجم ومصنفاتها التي تطرقت إلى سِيَر الصحابة، ومن أهم تلك المؤلفات «أُسد الغابة في معرفة الصحابة» لابن الأثير المتوفى 630 من الهجرة، و«الإصابة في معرفة الصحابة» لابن حجر العسقلاني المتوفى 852 هجرية.
يلجأ وات إلى مجموع الروايات والمعلومات الواردة في تلك المصادر، محاولًا أن يستشف منها صورة إجمالية للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والفكرية التي كانت سائدة في العصر النبوي، أو بتعبير مزاحم:
«يرى المستشرق الإسكتلندي أن الباحث في العصر الحديث سيكون بإمكانه، بعد أن يدرك اتجاهات المؤرخين القدامى ومصادرهم، أن يتجاوز إلى حد ما عن التحريف المحتمَل، ويقدم البيانات بصورة محايدة، ونتيجة معرفة الأحاديث الموضوعة وغيرها، يمكنه قبول باقي المادة الصحيحة بشكل عام، ويرى أن كثيرًا من القضايا التي تهم مؤرخ منتصف القرن العشرين لن تتأثر بالانحياز الموجود في المصادر القديمة، ولهذا يخلص إلى أنه لن تكون هناك صعوبة كبيرة في الحصول على إجابات عن أسئلته من تلك المصادر».
مال وات كثيرًا لاستخدام المنهج الماركسي في دراسة وتحليل التاريخ، وبحث في الدوافع الاقتصادية والاجتماعية كمحرك رئيسي.
تمتد هذه الرؤية لتشمل القرآن كذلك، الذي نظر إليه وات باعتباره نصًّا تاريخيًّا ينبغي تحليله في سياق تطور الدعوة الإسلامية. ويفسر مزاحم ذلك بقوله إنها «محاولة لربط المادة التاريخية التقليدية، أي: ما ورد في كتب السيرة وغيرها، بالقرآن الذي هو المصدر الأساس للحقبة المكية، لأنه معاصر لها. لكن القرآن، في نظره، لا يعطي لنا الصورة الكاملة لحياة محمد والمسلمين في الفترة المكية»، وإنما يكتمل معناه فقط حين يُقرأ مضافًا إلى غيره من النصوص.
يتقاطع هذا المنهج مع منهج إسلامي تقليدي في التفسير، هو المعروف باسم «التفسير بأسباب النزول»، إذ يعتمد الاثنان على ضرورة الفصل بين الدوافع والأسباب التي حاولت بها كتب التراث والمصادر التاريخية الإسلامية أن تفسر طريقة تصرُّف أبطال تلك الفترة من جهة، والدوافع الخارجية الكلية التي يرى وات أن المصادر لم تلتفت إليها كثيرًا من جهة أخرى.
لكن على الرغم من التقاطع، يختلف منهج وات عن التفسير بأسباب النزول في أن «الدوافع الخارجية الكلية» التي يقصدها تكون ذات طابع اجتماعي وسياسي واقتصادي أساسًا، لا مجرد وقائع تاريخية تمس أشخاصًا بعينهم مثلًا.
يعني هذا أن وات مال كثيرًا في دراسته لاستخدام المنهج الماركسي في دراسة وتحليل التاريخ، ولجأ كثيرًا للبحث في الدوافع الاقتصادية والاجتماعية بوصفها المحرك الرئيس في فهم التطورات التي لحقت بالدعوة الإسلامية. فكيف انعكس هذا الاختيار للمنهج على تفسير وات وفهمه لصدر الإسلام؟
دراسة التاريخ من أجل فهم القرآن
أقام وات وزنًا كبيرًا لمكانة مكة الاقتصادية في القرن السادس الميلادي، فرأى أن وقوع تلك المدينة على طريق القوافل المتجهة من اليمن إلى الشام لعب دورًا كبيرًا في ظهور التغييرات الدينية بها.
وكذلك نبََّه في عدد من المناسبات، في كتابه «محمد في مكة»، إلى أن التنافرات الاجتماعية الشديدة التي وقعت في المجتمع المكي أسفرت عن زيادة وتوسيع الهوة والخلاف بين طبقة أرستقراطية قرشية حاكمة مستبدة من جهة، وطبقة من العبيد والمَوالي المغلوبين على أمرهم من جهة أخرى، الأمر الذي استفادت منه الدعوة الإسلامية الوليدة عندما انضم إليها كثير من أبناء الطبقة الثانية، وتوحدت أهدافهم مع أهداف الحركة الدينية المبكرة.
مع ذلك، ليست المسألة بالسهولة التي تبدو عليها. فهناك قضايا لاهوتية يصعب على الباحث أن يتجنب إثارتها في دراسته.
حاول وات، مثل كثير من الباحثين، أن يلتزم الحياد والموضوعية، فلم يكتب مثل قس مسيحي متعصب، ولا حاول إثارة الخلاف في المسائل العَقَدية التي يختلف عليها المسلمون وغيرهم. وفي تمهيده لكتاب «محمد في مكة» يقول: «لنتجنب الجزم بما إذا كان القرآن كلام الله أم لا، فقد تحاشيت استخدام التعبير (يقول الله أو يقول محمد)، واستخدمت تعبير (يقول القرآن). ومع ذلك، فإنني لا أتبنى المنظور المادي بحجة التزامي بالنزاهة التاريخية، فأنا أكتب كمؤمن بالتوحيد».
يتجاوز وات أسئلة اللاهوت ليؤكد نجاعة منهجه: بغض النظر عن كونه وحيًا من الله أم لا، لا يمكن فهم خطاب القرآن إلا في سياقه التاريخي الشامل.
يكتب وات في منطقة شائكة إذًا، لكنه يجعل نصب عينيه دائمًا الطريقة التي تتجسد بها النصوص في التاريخ، والكيفية التي تُمارَس بها فعاليتها، مستجيبةً للظروف التاريخية التي ظهرت فيها هذه النصوص. أدى هذا بالضرورة إلى رفضه ما ذهبت إليه مجموعة كبيرة من المستشرقين الذين حاولوا البحث عن تفسيرات «نفسية» للقرآن، كالقول بأنه وساوس أو هلوسة.
برر ذلك بقوله إن «مثل هذه الأقوال تجعل الأحكام الدينية مفرغة تمامًا من الوعي. لذلك فهي أقوال تتسم بالجهل المخجل الذي يدعو للشفقة»، فالتحقق من «صحة الوحي» أمر لا سبيل إليه بحسب وات، لكن دراسة العلاقة بين هذا الوحي والتاريخ ممكنة دائمًا.
في نظر وات، لا يوجد تلازم إذًا بين الإقرار بصدق الرسول من جهة، والاعتراف بأن القرآن وحي من السماء من جهة أخرى: «القول بأن محمدًا كان صادقًا لا يعني أن القرآن وحي حق، وأنه من صنع الله، إذ يمكن أن نعتقد، دون تناقض، أن محمدًا كان مقتنعًا بأن الوحي ينزل عليه من الله، وأن نؤمن في الوقت نفسه بأنه كان مخطئًا».
هكذا يقفز وات من فوق أسئلة اللاهوت ليؤكد نجاعة منهجه: بغض النظر عن كونه وحيًا من الله أم لا، لا يمكن فهم الخطاب القرآني إلا في سياقه التاريخي الشامل، وفي عمق هذا السياق تقبع التطورات الاقتصادية التي زامنها هذا الخطاب وحاول التأثير فيها.
التاريخ في القرآن: التوحيد وقصة «الغرانيق»
واحدة من النقاط التي يظهر فيها بوضوح منهج وات التاريخي في فهمه للقرآن، قراءته لقصة «الغرانيق» الشهيرة التي ذكرها عدد من المصادر الإسلامية المهمة، ومنها البخاري في معلقاته، وابن جرير الطبري في «تاريخ الرسل والملوك»، وأثارت كثيرًا من الجدل بين المفسرين مسلمين وغير مسلمين.
القصة باختصار أنه في أثناء وجود الرسول في مكة، وبالتحديد عقب هجرة جماعة من المسلمين إلى الحبشة، قرأ محمد بعض الآيات من سورة النَّجم في صحن الكعبة، وقد احتوت تلك الآيات على ما يُفهَم منه احترامه لبعض الأصنام التي كانت مقدسة عند العرب حينذاك. فلما سمع المشركون تلك الآيات سجدوا وراءه، لكن الرسول تنبَّه في ما بعد إلى أن تلك الآيات أوحاها إليه الشيطان، وأنها لم تكن وحيًا من عند الله، فنُسِخَت تلك الآيات وحُذِفَت من القرآن.
زعم وات أن الفكرة الأولى التي تواكبت مع بدايات الإسلام كانت الاعتراف بمركزية الله وسط المعبودات القائمة.
بحسب ما يذكر مزاحم في كتابه، فإن وات قد اهتم كثيرًا بتلك القصة، إذ اعتقد أنها دليل مؤكد وشاهد موثق على حدوث تدرُّج في فكرة التوحيد ومفهومه عند المسلمين، فلم يعترف بأن التوحيد كان على صورته النهائية منذ بدايات الدعوة الإسلامية المكية، بل حاول أن يثبت أن مفهوم التوحيد قد شهد تطورًا ظاهرًا من مرحلة إلى أخرى.
زعم وات أن الفكرة الأولى التي تواكبت مع بدايات الإسلام كانت الاعتراف بمركزية الله وسط المعبودات القائمة. فقد كان هناك تسامح إسلامي مع تلك المعبودات، ولم يكن هناك رفض كامل لتبجيلها وإضفاء التقديس عليها. وقد ذهب وات إلى أن الآيات التي ذكرتها قصة الغرانيق كانت ضمن الآيات القرآنية التي تنتمي إلى تلك المرحلة المبكرة.
بحسب ما يعتقد المستشرق البريطاني، وقعت نقطة التحول الرئيسة في سياق التوحيد عقب رجوع الرسول من رحلة الطائف، عندما لم يجد تأييدًا من أيٍّ من زعماء تلك الحاضرة العربية المهمة. يرى وات أنه في ذلك التوقيت بالذات، أدرك النبي عدم وجود فائدة من تبجيل المعبودات التي تتميز بالتقديس في الطائف وغيرها من المناطق العربية، لذلك حذف الآيات التي تمدح تلك المعبودات، وصدح بدعوة التوحيد المطلق لله وحده، ما يدل على أن الخطاب القرآني وُلِدَ من رحم التاريخ الواقعي والتحالفات السياسية.
وبحسب مزاحم: «يخلُص المستشرق إلى أن التوحيد الذي اعتنقه محمد كان في بدايته لا يختلف عن توحيد من هم أكثر تنويرًا في عصره. أي إنه كان توحيدًا غامضًا على نحو ما، بمعنى أنه لم يكن ممكنًا في مرحلة مبكرة فصل التوحيد الخالص عن الإحساس بوجود كائنات أخرى ذات طابع إلهي أو مقدس، فربما نظر محمد إلى اللات والعزى ومناة كموجودات أو ربَّات، وإن كانت لها قدسية، إلا أنها أقل أهمية من الله على النحو الذي يعتقد فيه اليهود والمسيحيون بوجود الملائكة».
«ويضيف [وات] أن القرآن قد تحدَّث في آخر المرحلة المكية عن هذه الكائنات على أنها من الجن، بينما تحدَّث عنها في المرحلة المدنية على أنها مجرد أسماء سميتموها. لكن الآيات الشيطانية لا يمكن أن تكون، بأي حال من الأحوال، دلالة على التراجع عن التوحيد، بل قد تكون مجرد تعبير عن وجهات نظر طالما اعتقدها محمد. ويحاول وات دراسة المضامين السياسية لهذه الآيات الشيطانية، ومعرفة إن كان محمد قد فعل ذلك رغبة منه في الحصول على مؤيدين له في المدينة والطائف، وفي القبائل المحيطة بهما».
يختلف مزاحم مع رؤية وات رغم ذلك، وينتقدها، فيراها مخالفة للاعتقاد الإسلامي المستقر والثابت، الذي يذهب إلى أن التوحيد كان أحد الثوابت والركائز الرئيسة التي قامت عليها الدعوة الإسلامية منذ يومها الأول. ويستشهد في احتجاجه بعدد من كتابات العلماء والباحثين المسلمين، الذين بذلوا جهودًا مضنية في سبيل تكذيب تلك القصة برُمتها، ومنهم محمد حسين هيكل في كتابه «حياة محمد»، ومحمد عبده ورشيد رضا في تفسيرهما للقرآن، والباحث عماد الدين خليل في كتابه «المستشرقون والسيرة النبوية».
من مظاهر القراءة التاريخية للقرآن كذلك، اعتقاد وات بشأن عالمية الدعوة الإسلامية. فالمستشرق البريطاني ذكر في أكثر من موضع من كتابه أنه يعتقد بأن الرسول في بداية دعوته كان يرى في نفسه نبيًّا للعرب فحسب، ولم يفكر في احتمالية اتساع نطاق الدعوة من دين محلي إلى عالمي، وأن هذا الاتساع إنما جاء تطورًا متأخرًا نتيجةً للتطورات السياسية آنذاك.
يرفض مزاحم ذلك الرأي بشكل قاطع لتعارُضه مع الاعتقاد الإسلامي السائد، الذي يرى في الرسول خاتمًا للنبيين، أُرسل «للناس كافة»، أي إلى «جميع الخلق من المكلفين» بتعبير ابن كثير.
الموضوعية والخلاف العَقَدي
يطرح جهد وات أسئلة جوهرية حول الدراسة الموضوعية للقرآن، خصوصًا مع ما ذُكِرَ عن غضه النظر عن المسائل العقدية أو رفضه الخوض فيها. فهل يمكن تجاوز هذه المسائل بالكلية كما حاول هو فعلًا؟
بالنسبة إلى معظم المسلمين قد يبدو أمرًا شائكًا وغير ممكن أن يحدث «فهم» حقيقي للقرآن دون اعتبار مجموعة من العقائد الإسلامية الأساسية، مثل كونه وحيًا، و«صلاحيته لكل زمان ومكان»، وخُلوِّه من أي مظهر لسهو بشري أو تناقض.
تبقى المسألة محلًّا للخلاف: هل يمكن فهم القرآن دون أي إحالة للتاريخ؟ هل يمكن فهمه دون اعتبار القضايا العقدية؟
لكن، مع ذلك، لا ترتبط الدراسة التاريخية بالقرآن حتمًا بالخلاف العقدي، وهناك أمثلة كثيرة على محاولات فهم الإسلام في سياقه التاريخي، قدمها باحثون يعملون داخل الأُطر العامة للعقائد الإسلامية السائدة عند الجمهور، من هؤلاء مثلًا حسن حنفي وطه عبد الرحمن ومحمد عابد الجابري ونصر حامد أبو زيد. حاول كل هؤلاء إعادة فهم القرآن وفق أشكال مختلفة من توظيف مناهج كان بعضها تاريخيًّا، دون إنكار الوحي أو عالمية الرسالة، وكذلك دون تجاوز الأسئلة العقدية بكليتها.
تبقى المسألة محلًّا للخلاف: هل يمكن فهم القرآن دون أي إحالة للتاريخ؟ هل يمكن فهمه دون اعتبار القضايا العقدية؟ الجهد الذي بذله مونتغمري وات محاولة لإنجاز الفهم من النوع الأخير، أما إلى أي حد كان جهده النظري وافيًا أو مفيدًا، فهي قضية لا تزال محل نظر، سواء عند هيثم مزاحم أو غيره.
محمد يسري أبو هدور