إسماعيل فهد إسماعيل: الحياة الحافلة لعميد الرواية الكويتية
الثلاثاء الخامس والعشرون من سبتمبر 2018، الساعة 9.33 صباحًا، نشر الروائي طالب الرفاعي على تويتر: «يوم حزين. تنعى الكويت ابنها البار الروائي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل. وداعًا مؤلمًا خالي الغالي». قبل التغريدة، نشر الرفاعي تغريدة أخرى في نفس اليوم الساعة 7.39 صباحًا، احتوت رابطًا لتغطية إحدى الصحف الكويتية عن افتتاح الموسم الثامن للملتقى الثقافي، الذي أقيم في منزل الرفاعي يوم الأحد 23 سبتمبر، وكانت الفعالية قراءة نقدية لرواية «صندوق أسود آخر»، بحضور كاتبها إسماعيل فهد إسماعيل.
ربما لم يكن الرفاعي أول من يعلم بخبر الوفاة، لكنه كان أول من كتبه في وسائل التواصل الاجتماعي، لتضج الأخيرة برسائل التعزية ونعي الراحل والتذكير بمنجزاته الأدبية والفنية، حتى صعد وسم #اسماعيل_فهد_اسماعيل، وتصدر تويتر في الكويت. وغرد صلاح الفهد، أحد أبناء الراحل قائلًا: «لم أتوقع هذا الكم الهائل من الحزن بمواقع التواصل الاجتماعي على الوالد رحمه الله، والترند الذي أصبح رقم 1».
«المعلم»، «أبو الرواية الكويتية»، «عميد الرواية»، وغيرها من ألقاب أطلقها المحبون والنقاد والمبدعون، كلها لم تكن تعني شيئًا لإسماعيل فهد إسماعيل، الذي كان يحب أن يناديه الناس «أبو فهد» أو إسماعيل ببساطة. كتب أصدقاؤه وأجيال تالية من المبدعين عن افتقادهم له، وزيارتهم له في مكتبه أو منزله، وسؤاله عنهم وأحاديثه الباسمة.
ترسخت في ذاكرتهم لقاءاتهم به، وبخاصة اللقاءات الأولى بعد نشر كتبهم أو قبلها، نقرأ لدخيل الخليفة عن أنه التقى بإسماعيل بعد نشر مجموعته الشعرية الأولى سنة 1994، ومحمد النبهان قبل نشر مجموعته «غربة أخرى»، وخالد النصر الله قبل نشر مجموعته القصصية «المنصة»، وناصر الظفيري قبل نشر مجموعته القصصية «وليمة القمر»، والإطلاع على مخطوطة رواية «ساق البامبو» لسعود السنعوسي، وغيرهم كثيرون، سواء من الكويتيين أو العرب.
الكتابة عن إسماعيل فهد إسماعيل تبدو سهلة للوهلة الأولى، لأن الراحل كتاب مفتوح لجميع القراء، ويسرد لكل من يقابله ويعرفه حكايات النشأة والكتابة، وحكاياته مع حنا مينا وليلى العثمان، وشخوص أصبحوا أبطالًا لرواياته مثل ناجي العلي، أو لدراساته النقدية مثل سعد الله ونوس، وعن أحلامه والكتب التي أحبها والأفلام التي شاهدها.
يسرد تلك الحكايات بروح المحب لمسامرة الأصدقاء، لا بروح الناصح والشاهد لفترات مهمة في التاريخ السياسي والأدبي في الوطن العربي. لكن الحقيقة أن الكتابة عن إسماعيل صعبة، لأن سنوات عمره التي قاربت الثمانين، لم يخل منها عام واحد دون أن تشكل تأثيرًا في إسماعيل فهد إسماعيل أو في من عرفه.
أحاول الكتابة عن إسماعيل فهد الإنسان والكاتب، مستعينًا بذاكرتي عن الحكايات التي سردها في مجالسه الخاصة، وورش الكتابة الروائية التي قدمها للشباب في سنواته الأخيرة، ولقاءاته مع الإعلام، وكتاب طالب الرفاعي «إسماعيل فهد إسماعيل، كتابة الحياة وحياة الكتابة»، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ودائرة الثقافة والإعلام في عجمان، سنة 2008، والذي كان نتاج جلسات طويلة بين الرفاعي وفهد، إضافة إلى كتب أخرى ومقالات صحفية.
«السبيليات».. البدايات
اسم «السبيليات» لم يكن مجرد عنوان لرواية إسماعيل فهد إسماعيل، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» سنة 2017، بل كانت اسم القرية الهادئة والواقعة جنوب البصرة بالعراق، والتي ولد فيها إسماعيل سنة 1940، لأم عراقية وأب كويتي من أسرة الفهد الملقبين بـ«النواخذة» لركوبهم البحر للسفر والغوص بحثًا عن اللؤلؤ، وامتلاكهم سفنًا شراعية أشهرها «بوم تيسير» و«بوم فتح الخير».
عُرفت الأسرة أيضًا بالإمامة والخطابة في مساجد الكويت، منهم الإمام ماجد بن سلطان بن فهد، الذي قال عنه المؤرخ يعقوب يوسف الإبراهيم إنه أول من طبع كتابًا في منطقة الخليج سنة 1871، وهو «نيل المآرب في شرح دليل الطالب» للشيخ علي بن محمد آل إبراهيم.
تطرَّق إسماعيل، في كتاب الرفاعي، لزيارات أقاربه الأسبوعية من الكويت، وكيف يأتون إليه حاملين له الكتب والمجلات المصرية التي كانت ممنوعة آنذاك.
كان ترتيب إسماعيل الثاني بين سبعة أولاد وثلاث بنات. وصف والده في كتاب الرفاعي قائلًا: «شخصية سلطوية، لا تبتعد كثيرًا عن العدل. لكنها تحاول، ما أمكنها، أن تفرض قناعاتها على الآخر. زرَع القيم الطيبة فينا، وأراد لنا أن نكون نسخة عنه». نقطة التحول في حياة إسماعيل فهد إسماعيل جاءت في مرحلة مبكرة من عمره، وتحديدًا في الرابعة، عندما أصيب والده بالعمى.
سرد إسماعيل في كتاب الرفاعي، ولقاءات صحفية، كيف علمه والده الحروف الأبجدية نطقًا في هذه السن، كي يقرأ له الكتب التي اقتناها قبل إصابته بالعمى. يتذكر إسماعيل: «ولأن للطفل ذهنًا صافيًا، مضافًا إليه خوفي من غضبه عليَّ، فخلال فترة وجيزة، ستة أشهر، بدأت فك بعض الكلمات، وعبر المواصلة اليومية لساعات، بدأت قراءة كليلة ودمنة، ومن ثم ألف ليلة وليلة».
عن أثر تلك القراءات الباكرة، قال: «قراءة ألف ليلة وليلة، بما فيها من خيال وبطولات، كانت سببًا لتمردي على سلطة الأب، وفي الوقت نفسه، كانت سببًا لأصبح راوي الحي». واستطرد متذكرًا: «وفي مرحلة لاحقة، بعد استنفاد القصص التي أحفظها، إضطررت لعمل مونتاج بين أكثر من قصة لأشكل جسدًا لقصة جديدة. وفي 1952، دوَّنت أول قصة مونتاج كاملة كي لا أنساها، وهذا شجعني على التأليف مستخدمًا خيالي».
المرأة الحارس
في شبابه، انتقل إسماعيل فهد إسماعيل من السبيليات إلى البصرة الممتلئة بالحياة سياسيًّا وثقافيًّا، وقطن في منطقة السيف، القريبة من مقهى «هاتف»، حيث كوَّن إسماعيل ومجموعة من الكتاب تجمعًا أدبيًّا.
في كتاب الرفاعي، تطرَّق إسماعيل فهد لزيارات أقاربه الأسبوعية من الكويت، وكيف يأتون إليه حاملين له الكتب والمجلات المصرية التي كانت ممنوعة آنذاك، بسبب توتر العلاقات المصرية العراقية.
حمل إسماعيل معه الامتنان لتلك الكتب التي ساعدته بأن يبدأ العمل الصحفي، ونشر أولى قصصه القصيرة «المرأة الحارس» في مجلة «الرائد» الكويتية عام 1962، وتلتها قصص أخرى شكلت نواة أولى مجموعاته القصصية «البقعة الداكنة» التي نشرتها مكتبة «النهضة» في بغداد.
قد يهمك أيضًا: وقائع التلاعب بذاكرة الكويت لكُره العراق
في موطن الأب
عام 1966، وبإلحاح كبير من أسرته، غادر إسماعيل البصرة للاستقرار في الكويت، وعمل معلمًا في مدرسة «المتنبي» في منطقة الشرق. في الكويت، اتخذ إسماعيل القرار بأن يعرفه الناس باسم «إسماعيل فهد إسماعيل»، لا «إسماعيل الفهد». أحد الأسباب ما ذكره في حواره مع الرفاعي، وهو تعرفه إلى زميلة أخته في معهد المعلمات. تطورت المعرفة إلى رغبة في أن تكون الفتاة زوجة له، وأمًّا لإبنيه أسامة وسمية من زواجه السابق. لكنه اصطدم برفض عائلته الزيجة، موضحًا: «كان لدى كبار العائلة قلق خاص. تلك كانت أول حالة خرق داخل العائلة.
فهم في الغالب لا يزوجون خارج العائلة، وإذا زوَّجوا، فإن الزوجة تكون من مستوى اجتماعي مماثل». أمام هذا الموقف قرر: «خيروني بين الزواج وفق قناعاتهم أو المقاطعة، اخترت الخيار الأصعب كما يرون هم، وهذا أحد الأسباب التي حملتني على أن أُبقي على اسمي الثلاثي: إسماعيل فهد إسماعيل، بدلًا من التسمية باسم العائلة على نمط: إسماعيل الفهد».
قبل السماء الزرقاء وما بعد
في ورش الكتابة الروائية التي قدمها إسماعيل، بالملتقى الثقافي ونادي الإبداع الثقافي ورابطة الأدباء الكويتيين، وفي ندوات الملتقيات الأهلية كملتقى الثلاثاء، كان يؤكد دائمًا أهمية أن يكون الروائي موسوعي الثقافة، وأن تتنوع قراءاته بين السياسي والاقتصادي والفلسفي، مع الوعي بالقضايا الكبرى. ومن أهم القضايا التي شغلت الراحل في بداياته، القضية الفلسطينية والهموم العربية، كالديمقراطية والاستبداد.
اتخذ إسماعيل قرارًا بتطوير أدواته الكتابية، وانكب على قراءة الروايات العربية والعالمية، وكتب الفلسفة والسياسة.
الكتاب الذي تأثر به، وظل حتى سنواته الأخيرة يقرؤه مرة كل سنة، «فن الشعر» لأرسطو. ذلك عدا ولعه الكبير بالسينما، وحرصه على مشاهدة الأفلام والتمعن بعناصر السينما من سيناريو وحوار وتصوير. ولم يخف إسماعيل حلمه القديم بأن يصبح مخرجًا سينمائيًّا. في خضم انشغاله فكرًا وعملًا بالشأن السياسي، لم ينس الغاية الأسمى في الفن الروائي، مصرحًا بأن «العمل الإبداعي يجب ألا يكون خطابًا سياسيًّا، وإلا تحول إلى منشور حزبي، أو يترك لدى القارئ انطباعًا بأنه يلقنه ماذا عليه أن يتعلم، وبماذا عليه أن يؤمن».
من الآراء التي تكررت كثيرًا عن إسماعيل فهد، إنه روائي يكتب خارج نسيج المجتمع الكويتي.
في 1970، صدرت أولى روايات إسماعيل: «كانت السماء زرقاء». وفي ندوة مصاحبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2014، تحدث إسماعيل عن ظروف كتابة الرواية، مستذكرًا منعها قبل طباعتها في بغداد عام 1960، ودمشق، ثم القاهرة عام 1966، حتى استطاع نشرها أخيرًا بعد أن قرأها الشاعر المصري صلاح عبد الصبور بخط اليد، وكتب تقديمه الشهير. كتب عبد الصبور: «في رواية كانت السماء زرقاء، يتبدى اقتدار الكاتب الذي يوشك أن يكون عفويًا على استغلال منطق التداعي، وعلى جَدْل حبلي الماضي والحاضر في حبل واحد».
في دراسة نشرتها مجلة «البيان» الأدبية الكويتية، فسر الدكتور محمد حسن عبد الله أهمية رواية «كانت السماء زرقاء»، بجانب الكتابة المشهدية السينمائية، واستخدام تقنية تيار الوعي. فالرواية هي الثالثة في تاريخ الرواية الكويتية، بعد روايتي «آلام صديق» لفرحان راشد الفرحان (1950)، و«مدرسة من المرقاب» لعبدالله خلف (1962)». يذكر حسن عبد الله: «لم تكن رواية إسماعيل فهد إلا البداية الحقيقية لفن الرواية في الكويت، حيث إن الروايتين السابقتين لم تكونا على المستوى الفني الذي وصلت إليه الرواية العربية في تلك الأزمنة، حيث إنهما كانتا متأثرتين بكتابات المنفلوطي وإبراهيم عبد القادر المازني».
استمر إسماعيل في الكتابة عن القضايا العربية في كل مكان: لبنان وحربه الأهلية «الشياح» (1975)، التاريخ المصري الحديث والاستعمار «النيل يجري شمالًا: البدايات» (1981)، أثر الحرب في الفرد العراقي «السبيليات» (2015)، والقضية الفلسطينية «ملف الحادثة 76» (1975).
العزلة وإحداثياتها
من الآراء التي تكررت كثيرًا عن إسماعيل فهد، وظهرت أيضًا في حوار الرفاعي معه، رأي يقول إن إسماعيل روائي يكتب خارج نسيج المجتمع الكويتي. فنَّد إسماعيل هذا الرأي ذاكرًا روايات دارت أحداثها في الكويت، وبشخوص كويتية وغير كويتية، منها «الطيور والأصدقاء» (1979) و«خطوة في الحلم» (1980).
عن الأعمال التي «اختصت بالغوص في لب القضايا الكويتية» على حد تعبير إسماعيل، تتصدر السباعية الروائية «إحداثيات زمن العزلة» (1996) الحديث عن أنها توثيق للاحتلال العراقي للكويت، وبدأ إسماعيل في كتابتها سنة 1991.
جاءت السباعية الروائية بعد مرحلة مهمة في حياة إسماعيل فهد: مرحلة حمل فيها السلاح بديلًا عن القلم، وشارك بشكل فعلي في مقاومة احتلال كان الجاني فيه نظام بعثي، كان معارضًا له منذ استيلائه على السلطة في العراق. في إحدى أمسيات ملتقى «ضفاف»، تحدث عن بداية انخراطه في مقاومة المحتل، بأنه كان يبحث عن أخوته حتى علم أنهم موجودون في منزل بمنطقة الروضة، ومعهم أسلحة، فقرر الانضمام إلى مجموعتهم التي عُرِفت باسم مجموعة «أبو الفهود».
بعد انجلاء أزمة الاحتلال، انشغل إسماعيل فهد بالقضية الأهم كويتيًّا، قضية «البدون».
كانت مهمات إسماعيل تتمثل في التنسيق بين مجموعات المقاومة الكويتية الأخرى، إضافة إلى مجموعات غير كويتية قاومت المحتل، ومنهم من كان بقيادة الفنان الراحل إسماعيل شموط، وإيواء الشخصيات المتنفذة المطلوبة من النظام العراقي بمنزله في منطقة بيان.
تتذكر إقبال العثيمين، في كتاب السيرة الروائية «رماد الروضة»، لقاءها بإسماعيل ثاني أيام التحرير. سألته وهي التي تفضل أسلوب المقاومة السلبية على المسلحة: لِمَ لم تتوقف مجموعتهم عن المقاومة من منطقة الروضة على عكس منطقتي كيفان والرميثية، وبخاصة أن «نحن سكان الروضة عانينا كثيرًا من جراء أعمال المقاومة المسلحة، وقتلكم الجنود في المخفر كان نتيجته الرد الانتقامي من الجنود العراقيين على سكان الروضة بالتشديد علينا وتضييق الخناق ومضايقتنا»؟ ثم تذكر العثيمين لإسماعيل أن المعركة كانت غير متكافئة مع المحتل، فكيف بهم الاستمرار؟
عن رد إسماعيل عليها كتبت: «امتعض إسماعيل مما قلته، وأجابني بأن ما ذهبت إليه ليس بصحيح، وتساءل: كيف إذًا نبين رفضنا للاحتلال؟ وأضاف بحدة: لا بد من أن تكون هناك تضحيات. رأيت الحزن والغضب يعتريان وجهه، وقد حاول جاهدًا أن يخفيهما، وعرفت بعدها أن هذا ليس سوى ألم إيمانه بما قام به هو ومجموعته التي كان أحد أفرادها شقيقه الشاب بدر، القاضي الذي وقع في الأسر، وأُعدِم على يد الجنود العراقيين».
اقرأ أيضًا: متورطون في المعركة: قصص أجانب الكويت خلال الاحتلال العراقي
بعد انجلاء أزمة الاحتلال، انشغل إسماعيل فهد بالقضية الأهم كويتيًّا، قضية «البدون».
إذ صرح إسماعيل في لقاء مع هيثم حسين لصالح موقع قناة «الجزيرة»، بأن البدون «يعيشون كويتيين شعوريًّا غرباء قانونيًّا، يصنَّفون مقيمين بصفة غير مشروعة، مخالفين قوانين إقامة الأجانب، حتى وإن كانوا هم وآباؤهم أو أجدادهم مولودين هنا في الكويت». عالج إسماعيل القضية في رواية احتلت مكانة كبيرة في عقول قرائه وقلوبهم: «في حضرة العنقاء والخل الوفي» (2012)، التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة بوكر دورة 2014، ثم روايته الأخيرة «صندوق أسود آخر» (2018).
ختام صعب
الوعورة في الكتابة عن حياة إسماعيل فهد إسماعيل تكمن في حياته الحافلة بالكتابة والأصدقاء والعطاء، لأنك ما إن تذكر شيئًا عنه تجد نفسك في ورطة حذف جزء ما لاعتبارات منها عدد الكلمات المطلوبة وغيرها. إسماعيل ليس كغيره من الشخصيات التي تتسم كل مرحلة لها بخصوصية معينة، سمعنا ورأينا إسماعيل المشجع والمنتج والمناضل فكرًا في جميع عقود حياته ومحطاته في العراق والكويت ولبنان ومصر والفلبين.
عبد الوهاب سليمان