5 نصائح تقتلعك من الوحدة.. وترميك في أحضان المجتمع
العلاقات الوثيقة المبنية على الصدق هي العامل الأكثر أهمية في الرفاهية الشخصية، عدد العلاقات ليس هو المهم، بل نوعية هذه العلاقة وجودتها، إنها النتيجة النهائية التي توصلت لها دراسة كبيرة من جامعة هارفرد والمخصصة للتنمية البشرية للأشخاص البالغين.
د. إيما نادلر
طبيبة نفسية وكاتبة
تقول الدكتورة النفسية والكاتبة إيما نادلر: "من خلال ممارستي للعلاج النفسي، عندما يشعر شخص ما بالوحدة ويتوق إلى المزيد من الصداقات، فإنني أشجعه على العمل على تكوين صديق واحد كل عام، وهي استراتيجية فعالة للابتعاد عن شبح الوحدة".
حين يتعلق الأمر بالصداقة.. فعدد الأشخاص الذين تعرفهم ليس هو المهم بل نوعية العلاقة التي تجمعك معهم وجودتها
قد يؤدي اكتساب صديق واحد في عام 2024 إلى تعزيز رضاك عن الحياة بشكل كبير، حيث من المعروف أن الصداقة تحمي من التوتر وتحسن الصحة العقلية، ومن الممكن أن التعامل مع صديق واحد في العام، قد يؤدي إلى ثلاثة أصدقاء خلال ثلاث سنوات ثم تصبح حفنة من الأصدقاء في سنوات أخرى قادمة.
فكرة فعالة
وتقول الدكتورة إيما: "فكرة الصديق الواحد سنويًا جاءت من صديقتي وزميلتي، باربرا هيرستيج، عندما تحدثنا عن عملنا في العلاج النفسي أثناء تناولنا الشاي في مكتبي بالقرب من مينيابوليس، فهمت من حدثينا المتواصلا أن هناك منظوراً جديداً في تكوين الصداقات".
تروي الدكتورة إيما وتقول:" باعتباري والدة ومقدمة رعاية لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات تتطلب إعاقته رعاية على مدار الساعة، فأنا أعلم مدى صعوبة الحفاظ على صداقات وثيقة، فلعدة سنوات، رفضت معظم الدعوات لتكوين صداقات حتى تباطأت تلك الدعوات، ولتجنب الشعور بالذنب، قررت المكوث مع عائلتي المكونة من ابن وابنتة وزوج متجنبة أي تجمع أعتبره غير ضروري، لكن ذها الأمر تركني مستاءة ووحيدة وبعيدة عن المجتمع حتى مللت ولم أعد أحتمل".
العمل على تكوين صديق واحد كل عام.. هي استراتيجية فعالة للابتعاد عن شبح الوحدة والاقتراب من المجتمع
وتكمل الدكتورة: "بمجرد أن أدركت مدى عمق هذه العزلة، قررت تغيير المسار، وقررت الذهاب إلى معالج نفسي، فكوني طبيبة نفسية لا يمنع من بحثي عن المساعدة فتوجهت إلى معالج نفسي، والقاعدة في عملنا كأطباء نفسانيين هي أن كل معالج نفسي جيد يحتاج إلى معالج نفسي جيد".
وتضيف إيما موجهة كلامها لمن يبحثون عن الصداقات الحقيقة :" وجدت صديقة واحدة وبدأت العمل على معها على تنظيم موضوع الصداقة هذا، لم أتمكن بعد من الوصول إلى التمتع بصداقات مثالية، لكنني أعلم أنه من الممكن أن أكون علاقات صداقة قوية، حتى مع وجود قيود حياتية تؤرقني، وإذا كنت أستطيع أن أفعل ذلك، يمكنك أن تفعل ذلك أنت أيضا".
ويقدم الدكتورة إيما وعدد من المتخصصين 5 طرق لبناء أو تعزيز صداقة وثيقة لهذا العام، ويوصون باتباع هذه النصائح لتبتعد عن شبح الوحدة الموحشة.
1. عاود الاتصال.. بدل توبيخ نفسك من الانقطاع
يعد المرور بموسم من الانقطاع أمرًا شائعًا، خاصة في ظل متطلبات الحياة الحديثة، وبدلاً من توبيخ نفسك على أخطاء الماضي، ركز على الطريقة التي تريد أن تظهر بها الآن.
اتصل، أرسل رسالة نصية، اكتب رسالة، أرسل بطاقة بريدية، افعل شيئًا لتجعل صديقك يعرف أنك تهتم به.وتنقل الدكتورة إيما عن، نينا بادزين، مضيفة البودكاست "عزيزتي نينا: محادثات حول الصداقة"، توصيتها بالمذكرة الصوتية، والتي تقول أن استخدم تطبيق المذكرة الصوتية على هاتفك لتسجيل رسالة ومشاركتها، يعد هذا بديلاً رائعًا لأولئك الذين يشعرون بالقلق بشأن المكالمات الهاتفية.
القاعدة في عمل الأطباء النفسانيين.. هي أن كل معالج نفسي جيد يحتاج إلى أن يذهب إلى معالج نفسي جيد
2. كن المبادر واختر الكلمات المناسبة
تقول الدكتورة إيما أن عبارة "دعونا نتسكع في وقت ما" لا تؤدي إلى وصولك إلى صداقة حقيقة وقوية، ولكن، عندما تقول "مرحبًا، هل أنت متفرغ في أي يوم أحد من هذا الشهر لتناول القهوة أو وجبة الإفطار والغداء؟، هنا تكون أكثر وضوحًا بشأن رغبتك في الخروج مع ها الصديق.
وتقول إيما، ما اكتشفته من ممارستي العلاجية النفسية هو أن معظم الناس يريدون أن يبدأ شخص آخر في دعوتهم، وهذا بسبب الضعف الذي ينطوي عليه تقديم الطلب- على حد فهم الكثيريين-، ومع ذلك، إذا كنت تريد علاقة صداقة ذات معنى، فأنت بحاجة إلى التواصل، مهما كان ذلك مخيفًا أو غير مريح ويمكنك أن تكون أنت المبادر.
كن من النوع الذي يحتفل بمناسبتك بطريقة فريدة من خلال القيام بشيء جديد، مثل دعوة صديق للقيام بجولة في متحف جديد، أو زيارة حديقة، أو كما تقترح المعالجة النفسية للعلاقات إستير بيريل، والتي تقول "عندما تشتري تذكرة لحفل موسيقي، اشتري تذكرتين هذا يوفر حافزًا إضافيًا لدعوة شخص ما معك وتكوين صداقات أكثر".
3. حافظ على الصداقة مع شخص متاح
حين تريد التخلص من الوحدة ابحث عن شخص يريد علاقة صداقة قوية هو أيضاً، وهذا الأمر ينطبق تماماً على الشراكة الرومانسية، فإن إهدار طاقتك وجهدك في شخص غير متاح عاطفيًا سيؤدي إلى الانفصال. ابحث عن شخص يوضح أن لديه الوقت والطاقة والاهتمام والقدرة ليكون صديقاً جيداً
عندما تتصل بهم لوضع الخطط، هل يقبلون أو يقترحون موعدًا بديلاً، أم يؤجلون اجتماعك إلى وقت بعيد؟ هل يبدو أن هذا الصديق يقدر الصداقة بشكل عام، أم أنه منشغل بالأدوار الأخرى في حياته؟ حاول ألا تأخذ الأمر على محمل شخصي، ولكن أيضًا لا تحاول بذل جهد كبير مع شخص لا يستطيع المتابعة.
4. حدد وقتًا منتظمًا للخروج مع صديق
يمكن أن يأتي ذلك في شكل روتين لياقة بدنية أسبوعي، أو مسعى أو اهتمام إبداعي مثل حضور فصل دراسي معًا، أو خدمة اجتاماعية تقومان بها مع بعض.
توق الدكترو إيما: "بداية من الصيف الماضي، قررت أنا وصديقتي كاترين، التي عرفتها منذ أكثر من عقد من الزمان، الالتزام بالمشي أسبوعيًا صباح يوم الجمعة، بغض النظر عن الطقس - وهو الأمر الذي يتطلب التفاني في المناخ الشمالي الذي نعيش فيه، الوقت المتزايد الذي قضيناه معًا جعلنا أقرب كثيرًا، وهو ما يرتبط بشكل إيجابي بالأبحاث حول الصداقة".
لقد سمعت العملاء والأصدقاء يتحدثون عن مدى إضافة هذه الاجتماعات المنتظمة - حتى لو كانت أقل في كثير من الأحيان، مثل الاجتماعات الشهرية - إلى الشعور بالرفاهية والانتماء، وعندما تقوم بإنشاء شيء متكرر، فإنك تقلل من العبء العقلي للتنسيق، مما يحرر الوقت والطاقة لعلاقاتك.
معظم الناس يريدون أن يبدأ شخص آخر في دعوتهم.. وهذا بسبب الضعف الذي ينطوي عليه طلب هذا الأمر على حد فهم الكثيريين
5. الانخراط بشكل كامل في الحاضر وتقديم التقدير
يمكنك حقًا أن تصبح صداقة عندما تضع هاتفك جانبًا وتعيش اللحظة، وهو أمر نادر في عالم اليوم، كن فضوليًا بشأن حياة رفيقك وتجاربه.
ما يتوق إليه معظم البشر هو أن يتم رؤيتهم وسماعهم، إذا كان بإمكانك أيضًا الانفتاح على عالمك الداخلي بطريقة متبادلة، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تطوير المزيد من علاقة الصداقة الوثسقة والجيدة.
لا تخجل من التعبير عن اهتمامك بصديقك وسبب أهمية العلاقة بالنسبة لك، عندما يقدم لك صديقك نصيحة مفيدة أو يستمع بصبر إلى آخر التحديات التي تواجهك في العمل أو المنزل، دعه يعرف كيف تساعدك جهوده، هذا الامتنان يبني رباطك وقد ثبت أنه يعمق الاتصال ويثير المزيد من الاهتمام بالعلاقة.