كيف أتخلص من إدمان السجائر الإلكترونية.. قبل فوات الأوان؟

نشر في 2024/07/16

"السجائر الإلكترونية وباء يهدد صحة المراهقين على وجه الخصوص".. هذا ما أكده عدد كبير من الخبراء والمتخصصين، والذين يحذرون من أن هذه السجائر أصبحت مصدر خطر وذعر للعديد من الحكومات والسلطات الصحية في العالم، فقد وصل عدد مدخني السجائر الإلكترونية بالعالم إلى 100 مليون شخص في عام 2022، ويتوقع أن يصل هذا العدد في عام 2029 إلى 196.9 مليون مستخدم.
بالنسبة للكويت، هناك دراسة جديدة قام بها مجموعة من الأطباء الكويتيين، من بينهم: منيرة الشيباني، ميس العجمي، نورا العبدالجليل، هاجر العجمي، يوسف السالم، حمد العوضي وغيرهم، ونشرت بمجلة tobacco induced diseases العلمية، أكدوا فيها، -وفق دراستهم التي أجريت على عينة تبلغ 3032 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا أو أكثر-، أن هناك ارتفاع في نسبة استخدام الشباب الكويتي للسجائر الإلكترونية بنسبة 40.2%، وهذا الانتشار أكبر لدى الذكور الشباب، في حين عند البنات سجل 14.4 %.

فخ صعب
النتائج التي توصل إليها الباحثون أكدت أن نسبة كبيرة من البالغين في الكويت يستخدمون السجائر الإلكترونية، وأن نسبة كبيرة من المستخدمين الحاليين أصبحوا مدمنين عليها.
وتشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أن 56.2% من الراغبين في الإقلاع عن التدخين يبدأون في استخدام السجائر الإلكترونية ويقعون في فخها.
وهناك أيضاً إحصائية صادرة من وزارة الصحة الكويتية بعام 2018، تقول أن نسبة تدخين طلبة المدارس في الكويت للسجائر والشيشة الالكترونية بلغت 2.7 %، بواقع 3.1 % من الذكور و2.3% من الإناث
أيضاً، نائب رئيس البرنامج الوطني لمكافحة التدخين الدكتور أحمد الشطي أكد أن الشباب الذين يتعاطون السجائر الإلكترونية، هم أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبا لتعاطي السجائر في وقت لاحق من حياتهم، وأن الأطفال واليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما في معظم البلدان يتعاطون السجائر الإلكترونية بنسبة أعلى من البالغين.

أرقام مخيفة
هناك إحصائية أخرى أوردتها مؤسسة statista للتحليلات البيانية، تؤكد أن عدد مدخني السجائر الإلكترونية خلال 2017 في الكويت كان 25700 مدخن، وارتفع في عام 2024 ليصل إلى 65300 مدخن، ومتوقع في 2028 أنه يوصل إلى أكثر من 87 ألف مدخن.
وأمام كل هالأرقام المخيفة هل هناك حل يمكن من خلاله الإقلاع عن التدخين الإلكتروني؟، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية فإنه لا توجد سوى أبحاث قليلة حول كيفية مساعدتهم على الإقلاع عن هذه العادة.

إحصائية عن عدد مدخني السجائر الإلكترونية في الكويت

الإرشادات الصحيحة لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين قليلة، والواقع أن العديد من التوصيات القائمة تأتي من بحوث كانت في الأساسا معدة للإقلاع عن التدخين العادي، وليست بحوث متعلقة بالتدخين الإلكتروني على وجه التحديد.
يمكن أن يكون النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية مسببًا للإدمان بدرجة كبيرة، ويمكن أن يرفع نسبة السكر في الدم ومعدل ضربات القلب وضغط الدم، وبينما يلجأ بعض الأشخاص إلى التدخين الإلكتروني للإقلاع عن تدخين السجائر، يمكن أن تحتوي السجائر الإلكترونية على مواد تشكل أيضًا مخاطر صحية أكثر ضررا.

أضرار مدمرة

يؤكد الخبراء أن المرضى لا يدركون أنهم أصبحوا معتمدين على السجائر الإلكترونية، ومدمنين عليها بشدة في الوقت الذي يفكرون فيه في الإقلاع عن التدخين، وهو ما أكدته د. سوشيترا سارين، أستاذة الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ييل، والتي تدرس استخدام التبغ بين المراهقين، حيث أوضحت أن "نظام الرعاية الصحية في العالم أجمع وفي الولايات المتحدة لم يلحق بالركب بشكل كامل، بخصوص محاربة إدمان السجائر الإلكترونية".

د.سوشيترا سارين - أستاذة الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ييل

إن محاولة التخلص من إدمان النيكوتين بالاعتماد على السجائر الإلكترونية يتسبب في زيادة الاقبال على النيكوتين، هذا ما أشارت إليه البروفيسور باميلا لينغ، مديرة مركز أبحاث وتعليم مكافحة التبغ في جامعة كاليفورنيا، والتي تقول: " من خلال تدخين السجائر الإلكترونية يمكنك بسهولة زيادة كمية النيكوتين التي تستخدمها، دون أن تفكر في الأمر".

البروفيسور باميلا لينغ - مديرة مركز أبحاث وتعليم مكافحة التبغ في جامعة كاليفورنيا
تحتوي علبة واحدة من السجائر الإلكترونية على كمية من النيكوتين تعادل تقريبًا علبة سجائر، وفي غضون عام من بدء التدخين الإلكتروني، يصبح الإقلاع عن التدخين أمر صعب بسبب صعوبة التغلب على أعراض الانسحاب.

استراتيجيات مهمة
يؤكد الأطباء وجود مجموعة من الاستراتيجيات والنصائح تهدف لمساعدة الناس على معالجة هذه الأعراض الانسحابية، وبالتالي الإقلاع عن تدخين السجائر الإلكترونية إلى الأبد، وتتمثل في:

• ابتعد عن المحفزات.. ولا تقطع التدخين بشكل مفاجئ

يتضمن أهم جزء من التخطيط للإقلاع عن التدخين الإلكتروني معرفة المحفزات لديك، على سبيل المثال؛ ما الذي يحفزك على التدخين الإلكتروني، وما الأشخاص أو الأماكن التي يجب عليك تجنبها أثناء عزمك على الإقلاع عن هذه العادة

إقرأ أيضاً:

• "داوها بالتي كانت هي الداء".. ابتكار جديد يقتل خلايا سرطان الثدي

د. باناجيس جالياتساتوس - مدير عيادة علاج التبغ في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز

يقول الدكتور باناجيس جالياتساتوس، مدير عيادة علاج التبغ في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: "كلما زاد فهمك لنفسك.. زادت قدرتك على الاستعداد للإقلاع عن التدخين".
يختار بعض الأشخاص الإقلاع عن التدخين فجأة، لكن الخبراء يقولون إن آخرين قد ينجحون أكثر إذا قللوا تدريجيًا من كمية السجائر الإلكترونية التي يستخدمونها على مدار عدة أسابيع، وقد يكون من المفيد تحديد موعد للإقلاع عن التدخين، أو موعد نهائي للإقلاع تمامًا عن التدخين الإلكتروني.

• كن مستعدًا للأعراض الانسحابية
قد يعاني المدمنون على النيكوتين من أعراض الانسحاب عندما يقلعون عن التدخين، وقد يشعرون بالقلق والغثيان والارتعاش، وهو ما وضحته الدكتورة كريشنان سارين، حيث تصف أعراض الانسحاب بأنها "نتاج إعادة التوازن التي يحاول الجسم الوصول إليها".
تكون هذه الأعراض أكثر شدة في الأيام الثلاثة الأولى ثم تتلاشى عادة بمرور الوقت، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من أعراض الانسحاب التعامل معها، ومن بين الطرق التي تساعد في التخفيف منها استخدام العلكة والوجبات الخفيفة من أجل تخفيف الشعور بالانزعاج الذي يشعر به الأشخاص عندما يكونون بحاجة إلى التدخين الإلكتروني.


• هناك أدوية للإقلاع.. لكنها لا تنفع مع الجميع

يقول الدكتور باناجيس جالياتساتوس إنه على الرغم من عدم وجود أدوية معتمدة خصيصًا لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني، إلا أن بعض الأشخاص قد يستفيدون من علاجات محددة، هناك أدوية مضادة للتدخين لا تحتوي على النيكوتين معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية للبالغين، بما في ذلك "بوبروبيون"، الذي يخفف الرغبة الشديدة للنيكوتين، والفارينيكلين، الذي يجعل الناس يفقدون المتعة من تناول النيكوتين تدريجيا.
قد تساعد أيضًا علاجات استبدال النيكوتين مثل اللاصقات والعلكة والحبوب الأشخاص على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني.

د.بوني فيلشر - أستاذة علم النفس التنموي بجامعة ستانفورد

• لا تستسلم ولا تيأس بسرعة
تقول الدكتورة بوني فيلشر، أستاذة علم النفس التنموي بجامعة ستانفورد، والتي تدرس سلوك المراهقين تجاه منتجات التبغ، "إن الأمر عادة ما يتطلب عدة محاولات حتى يتمكن الشخص من الإقلاع عن السجائر الإلكترونية بشكل دائم"، وأضافت أنه "من المهم أن نتذكر أن المحاولات جزء من العملية، وإذا لم تنجح المحاولة الأولى، فإنك لست فاشلاً".
لذا لا يجب عن الباحث على الإقلاع عن التدخين الاستعجال، أو الاستسلام، فالأمر قد يأخذ وقتًا أطول مما نعتقد لكن في النهاية النتيجة ستكون إيجابية جدًا.