كلمة منشور: لا حج بلا تصريح.. حزمٌ للأمن والسلامة
بدأ ضيوف الرحمن مناسك الحج 2025 في ظروف تنظيمية أكثر من رائعة مستفيدين من إنجازات البنية التحتية ومرافق الإيواء والتوسعات، عطفاً على خلاصة تجارب السنين الماضية، إذ سخرت المملكة العربية السعودية كل القدرات البشرية واللوجستية والتكنولوجية لضمان أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام.
وقد ظهرت هذا الأسبوع أولى نتائج الحزم في تطبيق شعار "لا حج بلا تصريح"، من خلال إحصائيات وزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية، حين كشفت أن فرق الأمن العام أخرجت أكثر من 205 آلاف شخص من مكة لمحاولتهم الحج بلا تصريح، بينما تم ضبط 415 مكتب حج وهمي وإعادة 269 ألف شخص لا يحملون تصاريح الحج، وتم تطبيق العقوبات بحق مخالفي أنظمة الحج ضد أكثر من 75 ألفًا، فضلا عن إعادة 110 آلاف سيارة من مداخل مكة لحملهم حجاجًا غير مصرح لهم، كما تم حجز أكثر من 5 آلاف مركبة مخالفة كانت تخطط لنقل حجاج دون تصريح.
وتؤكد هذه الأرقام حجم التحديات التي تواجهها الجهات المعنية لتنظيم الحج، كما تبيّن حجم الجهود المبذولة لضمان حسن سير مناسك الحج وتيسير تفويج الحجاج في المشاعر المقدسة وضمان أمنهم و سلامتهم، وهو ديدن المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي.
وإن كان واجبات المملكة العربية السعودية ومسؤولياتها اتخاذ الإجراءات التنظيمية المناسبة لتنظيم مناسك الحج في المشاعر المقدسة، فإنه من واجب المسلم الراغب في أداء فريضة الحج أيضًا أن يضطلع بمسؤولية التطبيق المتبصر والواعي للآية الكريمة في سورة آل عمران {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، فالاستطاعة هنا مرتبطة بعوامل عدة من بينها الالتزام بالتعليمات والتوجيهات وبالإجراءات التنظيمية الإدارية والصحية التي تقررها الجهات المعنية بالحج في المملكة العربية السعودية كل سنة، بحسب ما يطرأ من متغيرات وما يستجد من معطيات مناخية ووبائية.
رغبة المسلمين في أداء مناسك الحج لم تعد مرهونة بالقدرة المالية والجسمانية والعقلية للأفراد، بل توسع الأمر في السنوات الأخيرة إلى متطلبات ضمان الأمن والسلامة لأكثر من مليوني حاج متزامنين في رقعة جغرافية محدودة - على اتساعها - بالمشاعر المقدسة بمكة المكرمة، لتكون الصرامة في القرارات التنظيمية والحزم إنفاذ القوانين والتعليمات من صميم مفهوم الاستطاعة وبذل كل السبل لحج مقبول مبرور وآمن لجميع ضيوف الرحمن.