هدايا الويك إند: تقدمها هذا الأسبوع الإعلامية اللبنانية ريتا خوري
هذا الأسبوع تختار لنا صديقة «منشور» الإعلامية اللبنانية ريتا خوري ما تفضله من كتب وأفلام وموسيقى.
مسيرة طويلة مع الإعلام وشخصية مرحة على مواقع التواصل الاجتماعي. ريتا خوري من إذاعة «مونت كارلو» إلى «منشور»، تقدم لكم قائمة ترشيحاتها من كتب وأفلام وموسيقى.
الكتب
- «ليمبو بيروت»، هلال شومان
خمس قصص تبدو منفصلة تربطها الفصول المتتالية، لتظهر في النهاية كلوحة أكملها التشويق.
رواية كثيفة الحركة بين الماضي والحاضر، روائي يبحث عن رواية يكتبها، طبيب وجثث وغيرها من الشخصيات التي ترصد المجتمع اللبناني وحروب لا تنتهي.
تزين الفصول رسومات لمجموعة من الفنانين أضافت بعدًا آخر للرواية المتأرجحة بين الحرب والحالات الإنسانية التي تشبهنا في كل أحوالنا، عالقين في «الليمبو» إلى ما لا نهاية.
- «شريد المنازل»، جبور دويهي
«نظام محمود العلمي» طفل لبناني مسلم، ثم مسيحي يتوه بين عالمين، بين هويتين تتسببان في موته المبكر جدًّا. «لا المسلمون اعتبروه مسلمًا، ولا المسيحيون حسبوه واحدًا منهم».
من مدينة طرابلس إلى بيروت، رواية تمتد من الخمسينيات إلى السبعينايت في سرد جميل ومكثف.
- «كافكا على الشاطئ»، هاروكي موراكامي
نحو 700 صفحة كَرست يومين متتاليين لإنهائها، تَقرأها كالمخدَّر الذي لا يريد أن يصحو من عالم سيريالي فيه الكثير من الموسيقى والأدب والتاريخ.
فلسفة وجودية، شخصية تُحدث القطط والقطط تحاورها، أسماك تسقط من السماء، موت وحياة، شخصيتان متوازيتان، عالم غرائبي حد الإنهاك، رغم ذلك لم أكن أريد لهذه الرواية أن تنتهي.
- «في مديح زوجة الأب»، ماريو بارغاس يوسا
«عيد ميلاد سعيد، لا أملك مالًا كي أهديك شيئًا، لنني سأدرس وأصبح الأول، وتكون هذه هي هديتي إليك. أنت الأطيب والأجمل، وأنا أحلم بك كل ليلة، عيد ميلاد سعيد مرة أخرى».
رواية إباحية أثارت حفيظة كُثْر إلى حد المطالبة بمنعها. تبدأ برواية المحظور، تستند إلى لوحات فنية معروفة، عمادها ثلاث شخصيات، الطفل المراهق الذي يبدو أنه يعرف ما يفعل، وزوجة الأب الأربعينية التي تقع في شباكه، وزوج شبه غائب مهووس بنظافته الشخصية. هوس الزوج بنظافته هذه حكاية أخرى.
- «الدفتر الكبير»، أغوتا كريستوف
في بلاد تنهشها الحرب، يتعرف التوأمان «كلاوس» و«لوكا» إلى الحياة. رواية أولى للكاتبة البيروفية السوداوية التي هاجرت واستقرت في سويسرا. «الدفتر الكبير» هي الرواية الأولى من ثلاثية، تفقد رونقها في الجزئين التاليين.
هكذا تحوِّل الحرب النفس البشرية إلى مسخ، تحول الطفل إلى أداة شيطانية مقززة ومبهرة في آن. مفاجآت على مدِّ الصفحات، حتى الصفحة الأخيرة. أذكر أن هول مفاجأة النهاية جعلني أشهق لا إراديًّا. خيال هذه الكاتبة تُرفع له القبعة.
الأفلام
قد تكون اللقطة الأخيرة هي الوحيدة التي بقيت في بالي من الفيلم، لقطة محفزة على عدم الاستسلام، والانطلاق رغم كل المعوقات.
تجري أحداث الفيلم في قرية صغيرة شمال شرقي إنجلترا، حيث يكتشف «بيلي»، البالغ من العمر 11 عامًا، بدهشة أن دروسًا في رقص الباليه تجري في نفس مكان ناديه للملاكمة.
في البداية يكون خائفًا، ثم يصير تدريجيًّا مفتونًا بسحر الباليه، فن لا يروق لوالده وشقيقه «توني»، اللذين يعملان في المناجم. يتخلى بيلي عن القفازات الجلدية ويتابع بشكل سري دروس الرقص، التي توصله إلى التحرر التام مع الوقت.
أخرجه أحمد عامر. فيلم مثل اللعبة الروسية «Poupée Russe»: علبة داخل علبة داخل علبة. فيلم داخل فيلم، بل أفلام، لكنها ليست عصية على الفهم. يمكنني القول إنني ضحكت في الفيلم وخرجت بانطباع جيد لا علاقة له بانطباعات حراس الأخلاق.
فيلم صُنف لمن هم فوق 18 عامًا، ساخر من كل شيء، ربما يسخر من الممثلات اللواتي يرفضن القبلات في سينما اليوم بعد ماضٍ عريق في فن التقبيل في السينما المصرية، وهذا ما يعرضه الفيلم من مواد مؤرشفة.
تجري مباراة بين خيري بشارة ومحمد خان، ضيفا شرف الفيلم، عن من لديه «بوس» أحسن في أفلامه. رصدٌ للقبل التي يمكن لها أن تختفي من السينما المصرية نهائيًّا، رصدٌ للتأثير الديني في المجتمع والفن، سخريةٌ من رياء الشيوخ، من أزمة ضمير تصيب الممثلة.
الفيلم شبابي جدًّا، يدور بين الخوف على السمعة والصورة التي نريدها أو لا نريد إعطاءها للجمهور في زمن السوشيال ميديا، الذي يسهل فيه القدح والذم كشربة ماء.
- «21 Grams»
يقال إن الإنسان يخسر 21 غرامًا لحظة موته. يقال إن هذا وزن الروح.
قد يكون هذا أحد أجمل أفلام المخرج المكسيكي «أليخاندرو إيناريتو»، يدعونا فيه إلى التفكير في الحياة والصدفة والإيمان والموت، خصوصًا مع شخصيات ثلاثة تتقاطع مصائرها، ولا تكتمل حكاياتها المؤلمة والمأساوية إلا حين نجد قطعة «البازل» الأخيرة لتكتمل اللوحة.
- «Vovler»
للمخرج الإسباني «بيدرو ألمودوفار». ثلاث نساء من ثلاثة أجيال يحاولن الصمود في وجه الريح ونيران الحياة والموت، بفضل طيبتهن وشجاعتهن وحيويتهن.
«فولفر» يبدأ بمشهد تنظيف المقابر، ويتحدث عن الموت بالدرجة الأولى. يحاول ألمودوفار إقناعنا بسيريالية فكرته: الموتى لم يموتوا حقًّا، إنما الأحياء هم من تحولوا إلى «زومبي»، والمرأة كما في كل أفلام ألمودوفار محور العالم.
من إخراج اللبناني جورج الهاشم، ويدور حول حرب من حروب لبنان الأهلية.
«نهى» تستعد على مضض للزواج مع خيار العائلة، وحبها القديم لم يغادرها، فتقرر التمرد. كان أداء نادين لبكي التمثيلي رائعًا، حيث الخوف والعجز والقتل وماضٍ لا يمضي.
الموسيقى
الموسيقى المستقلة والبديلة تكسب، وترشيحاتي منها:
- «شمس الصبح»، آري جان
بمشاركة سارة درويش غناءً، وهوية عربية كردية مزدوجة، هذه أغنية تنتقل بنا من مشهد موسيقي إلى آخر في لمح البصر، أراها تشكل حالة فنية فريدة.
- «عشاقة ملالة»، فناير
فريق راب مغربي واعد.
- «إيقاع مكسور»، مريم صالح وتامر أبو غزالة وموريس لوقا
الثلاثة أتوا من خلفيات موسيقية مختلفة في الموسيقى العربية البديلة.
- «إسّا جاي»، فرج سليمان
الأغنية التي لم يكمل عامر حليحل كتابتها، وغناها سليمان كما هي. ورغم الطابع الكوميدي الذي قدمه فرج، تبقى الأغنية جميلة كلامًا ولحنًا.
- «مقدمة للشامستيب»، السبعة وأربعين
فريق التقى أولا عبر الإنترنت، ومن ثَم تحول الافتراضي إلى واقعي يدين التضييق على الحريات وعدم المساواة في المنطقة العربية، في موسيقى شبابية إلكترونية راقصة نهلت من تراث المنطقة.
فريق منشور