هدايا الويك إند: يقدمها هذا الأسبوع الكاتب العراقي محسن الرملي

محسن الرملي
نشر في 2019/02/01

التصميم: منشور

هذا الأسبوع يختار لنا صديق «منشور» الكاتب والشاعر العراقي محسن الرملي ما يفضله من كتب وموسيقى.


ترددت في كتابة هذه القائمة حتى كدت أصرف النظر عنها، لأني وجدت أنه من غير المنطقي ولا من الإنصاف أن أذكر خمسة كتب أو عشرة فقط من مئات الكتب المهمة بالنسبة إليَّ. لكن بما أنني وعدت الأصدقاء في «منشور»، وتورطت في وعدي، فهذه قائمة ترشيحاتي.

الكتب

في هذه الرواية بذور كل التقنيات السردية التي استخدمتها الرواية الحديثة، وهي بحق «أم الروايات»، ومعرفة القارئ بإطارها التاريخي والأدبي الذي ظهرت فيه تجعله يدرك مدى عبقريتها.

إنها ذروة تطبيقات التجريب والحداثة في الرواية العربية المعاصرة، لذلك يرى بعضهم أنها أصعب رواية عربية على الإطلاق، وأنا أستمتع بفهمها وصعوبتها، وفي كل قراءة جديدة أتعلم منها جديدًا، وأكاد أقرأها أحيانًا كما أقرأ قصيدة.

موسوعة أدبية، كنز حقيقي في كل تفصيلة فيه، ويمكنك أن تفتحه في أي صفحة وتقرأ بمتعة. يسحرك أسلوبه في السرد حتى حين يتناول مسائل نحوية وبلاغية مجردة، وفيه رؤى فكرية ومقاطع وعبارات تستحق أن تكون كُتبًا مستقلة.

لأنه الأقرب إلى التجربة الشخصية وسيرة دوستويفسكي من كل أعماله الأخرى، وفيه يتجلى عمق الوصف النفسي وملامسة المناطق المعتمة في نفس الإنسان وعذاباته، تحت ظلم الآخر وقسوته، إذ يكشف وصف التفاصيل الصغيرة كامل مهارة الكاتب في التعبير الحي، لتصبح هذه التفاصيل أهم من المتن الحكائي العام من وجهة نظري.

مدرسة حقيقية في السرد الحديث، ومن تحت معطف تلك الرواية ظهر جُل الأدب الأمريكي المعاصر. أحب دقة اشتغالها التقني المعقد، وصفاء الفن السردي المنسوج بشكل باهر.

الموسيقى

  • كلاسيكيات عالمية

أحب سماع موتسارت في حالات الهدوء وخلال الكتابة والمراجعة أحيانًا، وبيتهوفن في حالات الاعتدال النفسي، وباخ وفاغنر في حالات القلق والانفعال والحماس والانزعاج والرغبة في الصراخ.

من هذه الكلاسيكيات:

  • كلاسيكيات عربية

أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب: النضج الفني التام والاشتغال الموسيقي الجاد والمدروس. صباح فخري: كسر الحدود حتى الامتزاج بين الروحي والحسي. فريد الأطرش: اللطف والتهذيب والحس العالي. عبد الحليم حافظ بألحان بليغ حمدي: الحيوية والنشوة.

من هذه الكلاسيكيات:

  • كلاسيكيات عراقية

المقامات، القبنجي، يوسف عمر، الأصالة والمزاج والسهر وسلطنة الكبار وتهدئة البال من إيقاع حياتنا السريع. غناء الريف العراقي والمواويل، حيث الحزن المعتق.

من هذه الكلاسيكيات:

  • كلاسيكيات قريتي

الربابة، الصويحلي والعتابة والنايل، بأصوات مطربي الريف في قريتي والقرى المجاورة ممن عرفتهم واستمعت لبعضهم مع أبي وإخوتي وأصدقائي، وما يرافق تسجيلاتهم البسيطة من صياح ديوك الفجر، وتعليقات السهارى البسيطة والساذجة أحيانًا.

أفعل ذلك عندما يجتاحني حنين إلى زمن بعيد، إلى مناخات نشأتي الأولى، فتتعاقب وجوه الراحلين وتُستعاد مفردات وأوصاف شعرية انقرضت اليوم، فيما كانت تمثل جواهر تعبيرية فنية حينها. الأمر يشبه النظر إلى جثمان شخص عزيز.

من هذه الكلاسيكيات:

  • الأغاني الخفيفة

أستمع إليها عندما أكون في المطبخ، أو أؤدي أعمالًا منزلية. وتشمل مجمل الشعبيات والطربيات العربية: مصرية ومغاربية وعراقية وخليجية، وكل ما هو راقص وإيقاعي، بغض النظر عن رداءة صوت المطرب وسذاجة الكلمات.

من هذه الأغاني:

محسن الرملي