قصة مصورة: «كيم سنغباي» بين أزقة الخُبر
يعد تخطيط منطقة الخبر الشمالية في السعودية من أقدم المخططات الحديثة على مستوى مدن الخليج العربي، إذ جرى الانتهاء من تصميمه في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، فكانت أول شبكة تضم خدمات الهاتف والكهرباء وتصريف المياه، وقد خُصصت للمواطنين العاملين في شركة أرامكو.
أما اليوم، فيقطن المنطقة مزيج من الجنسيات المتعددة، تشمل المواطنين والمقيمين الذين أصبحوا جزءًا من هذه المنطقة.
تهدف هذه القصة المصورة لربط حكاية الفنان الكوري كيم سنغباي مع مجتمع الخبر، وذلك عبر تسليط الضوء على متجره الفني الواقع بين أزقتها، والذي يشمل أعمالًا تسرد تجربته وعائلته في السعودية.
بين أزقَّة الخبر الشمالية شرق المملكة العربية السعودية، يمارس الكوري كيم سنغباي هواية الرسم وتوثيق المشاهد الثقافية التي تحدث حوله.
تزخر الغرفة الحمراء بالعديد من اللوحات التي توثق عناصر ثقافية من الشرق الأوسط، رُسمت من منظور الفنان كيم.
«في بداية التسعينيات، كان أغلب مرتادي المعرض وافدين من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت أرى الكثير من الشابات والشباب السعودي» - كيم سنغباي، مارس 2021
تجمع أعمال كيم المشاهد الثقافية المحلية كمشهد راعٍ للإبل، مع تقنيات الرسم الكورية والصينية واليابانية المتمثلة في ضربات الفرشاة وأسلوب تصميم التكوين.
«بدأ اهتمامي بالشرق الأوسط منذ عام 1978 قبل زيارتي للسعودية، حين عملت على توثيق مشهد من مجلة ناشيونال جيوغرافيك بأسلوبي».
«لطالما كنت مولعًا بالشرق الأوسط. وعند قدومي للسعودية وجدت أنها ممتلئة بالحياة وأهلها طيبون. هنا أجد مشاهد متعددة الألوان والأشكال والوجهات، ولا تقتصر على الصحراء والبحر كما يظن البعض» - كيم سنغباي، مارس 2021
«أزور العديد من المواقع التاريخية الصامدة. عند زيارتي ميناء العقير، أخذت جولة قصيرة التقطت خلالها زوايا متعددة للمبنى الأساسي، ثم عدت إلى المرسم لتوثيق المشهد بأسلوبي الخاص» - كيم سنغباي، مارس 2021
«لم يكن اهتمامي بالشرق الأوسط محض صدفة، فقبل ذلك كنت أرسم المشاهد الغربية لرعاة البقر. لكن عندما أخبرني أحد الأصدقاء في كوريا أن الفرص الاقتصادية قادمة، بدأت برسم المشاهد الشرق أوسطية».
«زرت المملكة عام 1985، وعدت بعدها إلى سول لمدة سنتين. ورزتها مرة أخرى بصفتي مقيمًا بشكل رسمي عام 1990، وبعدها بعام قدمت عائلتي للاستقرار معي في السعودية».
«لدي ابنتان وابن واحد، عادوا جميعًا إلى سول وتزوجوا واستقروا هناك، ولم يتبق لي هنا سوى زوجتي».
بعد عودة الأبناء وجد كيم الوقت الكافي لمزاولة شغفه، بالإضافة إلى تحمل المسؤولية العالية تجاه مهنته، كونها تعتمد على مهارة الرسام نفسه، وهو ما يمنعه من توريث المهنة لعائلته.
يقول كيم: «أستمتع باستكشاف المنطقة مع عائلتي، وفي هذه الصورة التذكارية تشاهدون قلعة تاروت في القطيف، والتي يكاد يكون ما تبقى منها اليوم نصف ما هو موثق في الصورة للأسف».
«أغلب الوافدين هنا يجهلون الكثير عن البلد، كون زيارتهم ترتبط بالعمل والمال، لكني حرصت على الاختلاف. فرغم المبلغ الزهيد الذي أحصل عليه، أحرص على الاستمتاع وزيارة مدن متعددة في السعودية، مثل جدة وأبها والرياض» - كيم سنغباي، مارس 2021
هند العيسى مي النعيمي