الميمز: «لا تاخذها بهُزؤ»
هل تخيل «سكوت إي فالمان» الذي ابتكر رمز «الوجه المبتسم» بواسطة علامات الترقيم في 19 سبتمبر 1982، أن طموحه بشأن وجود قنوات مرئية للتواصل بين الناس عبر الإنترنت لتجنب سوء الفهم والقدرة على التفرقة بين السخرية والفكاهة مثلًا، سيتحقق حتى تصبح الصورة أكثر من مجرد رمز تعبيري، بل لغة جديدة تمامًا؟
مرت صياغة مفهوم «الميم» خصوصًا عبر الإنترنت بمراحل عديدة، حتى أن الأكاديميين لم يولوا هذه الثقافة اهتمامًا واسعًا ظنًا منهم أنها نتاج فرعي لثقافة الإنترنت، لكننا سنعرف مع مرور الوقت كم كانوا مخطئين. صارت الميمز مصدرًا لفهم العالم، ومهربًا إبداعيًا واجتماعيًا جديدًا، لا تعني تدني قدرة الجيل الجديد على التفكير، بل العكس تمامًا، فإن القدرة على استيعاب المعنى من مجموعة صور متقطعة لهو فعل ذكاء أعلى.
هنا يقدم فريق «منشور» اختياراته لصيحات الميمز الجديدة خلال الشهر الماضي:
- المشهد الذي يجمع أحمد السقا وهند صبري في السيارة ضمن الحلقة العاشرة من مسلسل «عايزة أتجوز» ظهر في سلسلة ممتدة من تنويعات الميمز.
- قد يكون الميم قائمًا على التلاعب بالكلمات أو استخدام صوت الكلمة، وكلما زاد التنويع على الميم نفسه صنع سياقًا ساخرًا خاصًا به، ومثال ذلك الميم المتلاعب بكلمة قط.
- ما زال مسسلسل «Breaking Bad» مصدرًا للعديد من تنويعات الميمز، وفي هذا الميم تحديدًا يترافق حضور شخصيات المسلسل مع تعالي أصوات وغضب النساء (المبرر بكل تأكيد).
- لكل مناسبة الميم الخاص بها، والتي كثيرًا ما يعاد تدويرها مرة واحدة في العام.
- تصاعدت صيحة «كيف تفعل الأشياء» في ما يبدو أنه محاولة لنقد محتوى الإنترنت التعليمي، لكن صناع هذه التنويعات من الميمز اختاروا أشياء سهلة الإعداد، واستخدموا أحيانًا إعادة صياغة بعض الكلمات مثل «بتهوت» بدلًا من «بتحط». إنها لغة جديدة وثورية فعلًا.
- في لغة الميمز لا توجد مفردات قديمة، ويمكن إعادة توظيفها في خلق حالة من التفاعل الساخر مع أي حادثة، ومنها صورة القرد التي تعود أصلًا إلى إعلان شركة «غيانا» للاتصالات عام 2015، والتي بدأت بإشارة «When the person on the other line talks too much».