مزاج كويتي: الأغاني المفضلة لصناع «الثمانينات»
«لكل من عاش ذلك الزمن ثمانيناته الخاصة». هذا ما كتبه المخرجان أحمد بودهام وجاسم القامس في كتيب التعريف الخاص بالعرض المسرحي الغنائي «الثمانينات»، الذي أعيد عرضه على مسرح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في الكويت من 10 إلى 15 أكتوبر 2018، بعدما عرض قبلها في 25 إبريل.
يقدم المخرجان الأعمال الفنية التي عُرضت على تلفزيون الكويت خلال عقد الثمانينيات وأثرت في أجيال متعاقبة، لما شهدته هذه الفترة من إنتاج فكري وفني وتنوع ثقافي، واكبه حراك اجتماعي مستنير، حتى أصبحت الكويت عاصمة الثقافة العربية ومصدر جذب لشتى أنواع الفنون والآداب وروادها، وشهدت حركة واسعة للنشر في جميع المجالات، واستضافت كبار الأدباء والمفكرين من جميع أنحاء المنطقة العربية.
بحسب بودهام والقامس، لا يكفي العمل الذي يقدمانه للتعبير عن ثراء تلك الفترة في الكويت، ولا يعكس الصورة كاملة، لأن الكويت شهدت كذلك حراكًا سياسيًّا متفردًا وتقدمًا رياضيًّا.
لم يكن صنع هذا النوع من العروض سهلًا، فلا يمكن حصر إنتاج فني ضخم عُرض لمدة 10 سنوات وتقديمه خلال ساعات قليلة. يقول المخرجان: «احتجنا ثلاثة أشهر للبحث وجمع أهم الأعمال التي أثرت في جيل الثمانينيات وحياته اليومية، خصوصًا أننا لا نقدم الفن الكويتي فقط خلال هذه الفترة، بل نقدم كل أنواع الفنون، أيًّا كانت جنسيتها، ما دام قد عرضها تلفزيون الكويت».
«الثمانينات» ليس عرضًا موسيقيًّا تقليديًّا، فالمادة الفنية تُعرَض على شاشة كبيرة، بينما تصاحبها أوركسترا مركز جابر الثقافي، بقيادة المايسترو الدكتور محمد باقر. يتكون الأوركسترا من 80 عازفًا يعزفون الأغاني نفسها، التي احتاج بعضها إلى إعادة توزيع مع مراعاة استخدام آلات قديمة لتنفيذها، حتى لا تفقد روح فترتها. واحتاجت الفرقة لعمل بروفات متتالية لمدة ثلاثة أسابيع حتى يتقن العازفون طريقة عزف هذه الفترة، ويتفادون أيضًا أي أخطاء خلال العرض.
حاول المخرجان الحفاظ على الطابع الأصلي للموسيقى والأغنيات في هذه الفترة، حتى يكون لها التأثير نفسه في الجيل الذي تربى عليها، ولضمان وصولها إلى الأجيال الجديدة دون تعديلات.
اختار بودهام والقامس ثيمات محددة من إنتاج تلك الفترة، كان لها التأثير الأكبر في جيلهما: «اخترنا ثيمات الطفولة والتربية، ورسائل التوجيه والتوعية والبرامج الدينية، والثقافة الاستهلاكية والرياضة، ونعرض كيفية تناول الوطن ومفهوم الوطنية في الإعلام، إضافة إلى الدراما والتلفزيون والفوازير، أما الختام فبالسهرة وأغاني ذلك الزمن».
لم يقتصر العرض على أعمال الثمانينيات المهمة، بل حاول التركيز على «الموسيقى الهامشية»، مثل الفواصل الإعلانية وموسيقى البرامج والمسلسلات التي عُرضت على التلفزيون الكويتي، والتي يرى مخرجا العمل أنها تشكل الجزء الأهم من ذاكرة من عاصر تلك الفترة.
حظي العرض بإقبال جماهيري كبير في الموسم الثقافي الماضي للمركز، لكنه يُعرَض الآن بتحديثات وإضافات إلى الموسيقى والمادة البصرية، ومقاطع فيديو أكثر للعرض البصري. فالأصداء التي حققها في المرة السابقة كانت كفيلة بجذب اهتمام الجمهور لهذا النوع الجديد من الأعمال الفنية.
يقدم العرض على مسرح المركز، الذي يسع 1800 مقعد. لكن تصميم العرض قلص عددها إلى 1577 مقعدًا. ونال إقبالًا جماهيريًّا كبيرًا من الكويت وباقي دول الخليج من مختلف الفئات العمرية، وتسبب الإقبال الكبير في مد العرض ستة أيام.
تُعرض المواد البصرية على الشاشة الكبيرة بالتزامن مع العزف الحي للموسيقى عن طريق مونتاج دقيق. ويتسم العرض بوجود مادة كوميدية تحمل رسائل تخص تلك الفترة، وتنعكس على الفترة الحالية من خلال ثيمات موسيقية، تسلم كل منها للأخرى في ترتيب و تزامن سهل وسريع.
التقى «منشور» فريق العمل، وسأل أعضاءه عن مفضلاتهم من أغاني تلك الفترة التي يحتفون بها في العرض.
فيصل خاجة، مدير العمليات في مركز جابر الأحمد الثقافي، يختار الأغنيات التالية:
- «متعنين» للفنانة العراقية رباب: كلمات عبد اللطيف البناي وألحان خالد الزايد
«أفضل صوت نسائي مر على الغناء الكويتي دون منازع. وللأغنية موسيقى رائعة ومذهلة، خصوصًا في تلك الفترة».
- «مشتريه» لعبد الكريم عبد القادر، كلمات عبد اللطيف البناي
«اخترتها لكلماتها اللطيفة، لها كلمات كويتية رقيقة ومعبرة، ليست مزجوجة زجًّا بين الكلام للصق الهوية الكويتية بها، بل إنها أغنية كويتية حقيقية رغم ألحانها العَدَنية وموسيقاها القادمة من المدينة اليمنية، لكنها أصبحت جزءًا من التراث الكويتي بعد أن تبناها الكويتيون وطوروها».
- «ذكريات»، غناء وألحان سلمان زيمان، وكلمات توفيق زياد
«أرى فيها فرادة ليست سهلة. التقى في لحنها أكثر من خط موسيقي، وهي الأغنية التي أطلقت سلمان زيمان انطلاقته الحقيقية، وما زالت تُسمَع حتى الآن».
أحمد الصالحي، مدير إدارة الموسيقى في مركز جابر الأحمد الثقافي، يختار الأغنيات التالية:
- «ما معاكم خبر زين» لخالد الملا، كلمات عبد الله مقادح وألحان محمد علي ميسري
«لها ذكرى خاصة، ترتبط بالنسبة إليَّ بالشتاء والتخييم في بر مشرف، الذي لم يعد موجودًا اليوم. هذه أغنية ذات لحن يمني، ويرد فيها ذكر البحرين، ويغنيها خالد الملا مطرب الشباب. لذلك هناك أشياء كثيرة تجعلني أحبها».
- «أنا منك وفيك»، غناء وألحان عبد الله الرويشد، وكلمات سامي العلي
«قبل هذه الأغنية كان الغناء الكويتي يميل كثيرًا إلى اليمني، لكنها أسست للأغنية الكويتية بمفرداتها ولحنها الذي انتشر في الثمانينيات».
- «يابو ناصر»، غناء وألحان عبد الله الرويشد، وكلمات عبد الله الحبيتر
- «لولاكي» لعلي حميدة، كلمات عادل عمر وألحان حميد الشاعري
«ليست لدي مشاعر معينة تجاه هذه الأغنية، أذكرها فقط لأنها كانت نقطة مهمة في موسيقى الثمانينيات: كانت بداية الانحدار والسذاجة في الأغنية، ومن وقتها طغى هذا النوع من الأغاني حتى الآن. مشكلة الأغنية أنها مفرحة، ويشعر من يسمعها بإيحاء البهجة، لكنها ليست جيدة. إنها أشبه بالإفراط في أكل السكريات: تعطي بهجة لحظية، لكن أثرها سيئ على الجسم، وهذا ما تفعله لولاكي، تثير فيك بهجة معينة، لكنها تُدنِّي من ذائقتك والمستوى الفني العام».
المايسترو محمد باقر، قائد الأوركسترا التي عزَفت ألحان «الثمانينات»، يختار الأغنيات التالية:
«كانت الثمانينيات منبت حركة فنية جديدة على يد الملحن راشد الخضر، الذي قدم ألحانًا ميزت تلك الفترة. اخترت هذه الأغنيات لاستمرارية شعبيتها حتى الآن، إذ كانت ذات إيقاعات كويتية في قوالب جديدة وفريدة في ذلك الوقت».
- «سرى حبك» لمحمد المسباح، كلمات أحمد الشرقاوي وألحان يوسف المهنا
- «سيد المها» لعبد الله الرويشد، كلمات مبارك الحديبي وألحان مرزوق المرزوق
- «ويلاه» لغناء نبيل شعيل، كلمات مبارك الحديبي وألحان عبد الله الرميثان
جاسم القامس، أحد مخرجَي العمل، يختار الأغنيات التالية:
- «قرباني»، أغنية هندية
«رغم تسجيلها في السبعينيات لأحد الأفلام، لاقت الأغنية رواجًا كبيرًا في ثمانينيات الكويت والخليج، ولا أبالغ حين أقول إن جميع الكويتين كانوا يرددونها. تجسد الأغنية الترابط بين الثقافة الكويتية والهندية وتأثر الخليج بسينما الهند، ولها إيقاع من الصعب ألا تحبه».
- «يا للأسف» لمحمد البلوشي من تتر نهاية مسلسل «على الدنيا السلام»، كلمات عبداللطيف البناي وألحان أنور عبد الله
«كان عبد اللطيف البناي وأنور عبد الله من مجموعة شباب الأغنية الذين شكلوا شخصية الثمانينيات، إضافة إلى راشد الخضر وعبد الله الرميثان وغيرهما. غنَّى هذه الأغنية المطرب الصاعد آنذاك محمد البلوشي، ولقي نجاحًا كبيرًا في منتصف التسعينيات. وبينما كانت المسلسلات المصرية تطغى على غيرها وتلاقي شعبية كبيرة في الخليج، أتى هذا المسلسل بتتر نهاية فريد، ترك بصمة مهمة في الأغنية الدرامية الكويتية، التي كانت متفوقة خليجيًّا في ذلك الوقت».
- «عيناك» غناء وألحان خالد الشيخ، وكلمات نزار قباني
«قد تكون هذه الأغنية مختلفة عن الاختيارات الأخرى ببساطة، لأن من غناها هو خالد الشيخ، ذلك المطرب والملحن الفريد الذي درس في الكويت وتأثر بأجوائها، وعمل على تقديم فنون غير مسبوقة، اعتمد فيها على الشعر العربي (بما فيه قصائد الشعر الجاهلي)، قدمها بألحان فريدة خالية من التكلف. في عيناك، أحد أشهر أعماله، أتى الشيخ بكلمات قباني قبل أن يصبح موضة، ليصوغ لحنًا رائعًا لا يخلو من الدراما، وهي سمة الشيخ الأوضح في موسيقاه».
الدكتور فارس التتان، مدرب الكورال في عرض «الثمانينات»، يختار الأغنيات التالية:
«هذه الأغنيات تدخل قلبي فحسب، غنيتها في حفلات سابقة، أشعر بقربها مني».
- «عالية رايات الوطن»، أغنية وطنية لعبد الكريم عبد القادر، كلمات بدر بورسلي وألحان عبد الرب إدريس
- «يا نبع الوفا الصافي»، أغنية وطنية لسليمان الملا، من ألحانه وكلمات ساهر
- «جار الزمن» لنبيل شعيل، كلمات مبارك الحديبي وألحان عبد الله الرميثان
خالد نوري، الموزع الموسيقي لعرض «الثمانينات»، يختار الأغنيات التالية:
«ما زالت تُطلَب باستمرار حتى الوقت الحالي في حفلات مغنيها، ولا تزال تأثر في ذاكرة الجيل».
- «هذا أنا» لعبد الكريم عبد القادر، كلمات بدر بورسلي وألحان عبد الرب إدريس
- «سكة سفر» لنبيل شعيل، كلمات عبد اللطيف البناي وألحان راشد الخضر
- «تبرا حبيبي» لنوال، كلمات عبد اللطيف البناي وألحان راشد الخضر
مشعل حسين، الموزع الموسيقي للعرض، يختار الأغنيات التالية:
- «رَحَلْتي» لعبد الله الرويشد، كلمات عبد اللطيف البناي وألحان راشد الخضر
- «على الراس والعين» لنوال، كلمات مبارك الحديبي وألحان عبد الله الرميثان
- «إنت بديت وإنت اتحمل» لرباب، كلمات وألحان حامد الحامد
- «وعدتيني» لعبد الله الرويشد، كلمات عبد الأمير العيسى وألحان سليمان الملا
«رَحَلْتي وعلى الراس والعين، كانتا بداية الأغنية الخفيفة في الفن الكويتي، أما وعدتيني وإنت بديت وإنت اتحمل، فأغنيتان دراميتان لهما قصص وجمل طربية ولحنية جميلة».
شيخة البهاويد