إعادة تدوير المخلفات صناعة مهمة للبيئة ومشروع ربحي قوي للدول والأفراد، بل ويُقاس به مدى تحضر الشعوب. وفي معظم الدول العربية، ومصر خصوصًا، ترى تلال القمامة أينما اتجه بصرك، وبالتوازي تدرك الزيادة الكبيرة في ظاهرة عِمالة الأطفال في ذلك المجال.
يضر العمل في سن مبكرة، وبالذات في القمامة، الأطفال ويحرمهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، يدمِّر أحلامهم ويئدها مبكرًا، يخالف قوانين حقوق الطفل العالمية وكذلك المحلية.
ازدهرت تلك الصناعة بشكل واسع في مجموعة من المناطق العشوائية يُطلَق عليها «الزَّرايِب» (المفرد: زريبَة)، تتعامل يوميًّا مع تلال من الشر والرائحة الكريهة التي تملأ الشوارع، لكنها تراها جبالًا من الأموال، إذ تنتج مصر 70 مليون طن من القمامة في العام بحسب تقرير وزارة البيئة.
أشهر مناطق جمع المخلفات في مصر «حي الزبالين» بمنشية ناصر، ومنطقة العزبة في المرج، ومنطقة زرايب حلوان، ومنطقة الزريبة في قرية المعتمدية بالجيزة.
بعض الأطفال حصلوا على شهادات تعليمية نظامية بالفعل من المدرسة، لكن نسبتهم قليلة للغاية وفقًا للإحصائيات المنقولة عن مسؤولي المدرسة، وإن كان أغلب الطلاب يحصلون على شهادات محو أمية لاستخراج رخصة قيادة، من أجل مساعدتهم في العمل.
يظل هؤلاء الأطفال محرومين من أقل حقوقهم الطبيعية في الحياة، تستغلهم منظمات محلية ودولية، وتجني عليهم عائلاتهم وظروفهم الاجتماعية وبيئتهم الداخلية، بينما تزدهر صناعة إعادة تدوير المخلفات.